|
المحطة الفضائية لزنجيبار
على بعد 15 كلم شرق المدينة الصخرية بجانب قرية تونغو تقع الآثار الصدئة لمحطة تتبع الفضاء الأمريكية، بنيت المحطة في عام 1960 للتواصل مع أول مهام فضائية مأهولة بالبشر ومتابعتها. عملت هذه المحطة لأول مرة خلال بداية "مشروع الزئبق" الذي افتتح عندما تم إرسال رواد الفضاء في رحلة قوسية من فلوريدا الى الجانب الآخر من إفريقيا. كما أنها تقع على "المسار الأرضي" لمعظم البعثات المدارية ولهذا فقد كانت جزءاً حيوياً في شبكة القياس والمتابعة التي ساعدت في التواصل مع هذه المركبات الفضائية. أجبرت المحطة على الإغلاق بعد ثورة عام 1964. ادعت حكومة الثورة الجديدة بأن أبراج المتابعة الخاصة بالمحطة يمكن استخدامها لتوجيه الصواريخ نحو زنجيبار، وتم إجلاء موظفي المحطة على عجل أثناء وقوف إحدى البواخر المدمرة لسلاح البحرية الأمريكي في ميناء المدينة الصخرية وذلك لضمان خروج الفنيين الأمريكيين وعائلاتهم بدون أية مضايقات.
اليوم من الصعب إيجاد موقع المحطة ولكن إذا اتجهت جنوباً من المدينة الصخرية خارج الطريق الرئيسي باتجاه الساحل الشرقي وتحديداً قبل أن تصل الى تونغو، ستفاجأ بوجود طريق مستقيم بطريقة غير عادية يقود الى مكان لا زال كبار السن من المحليون يدعونه "المباني الأمريكية". إن أفضل ما بقي من هذه المباني هو مبنى Butler-Aluminum "مبنى الصيانة" والتي لا زالت تحتوي على مولد ضخم يعمل بالديزل كان يزود المحطة بالطاقة، وبجانبه هناك أيضاً "مبنى المسكن" الذي كان يستخدم من قبل الفنيين فقط عندما كان هناك مهمة فعلية يقومون بها، أما في بقية الوقت فقد كان الأمريكيون يقيمون فيها أو بجانب المدينة الصخرية مع عائلاتهم وكانوا يختلطون ببقية الناس حالهم كحال بقية الأقليات في زنجيبار العالمية. المعدات ذات التقنية العالية والحلم بالوصول الى النجوم حلم يراود العديد من الزنجيباريين الشباب، لقد تعلموا جداول التوقيت وأذكر أصدقائي حين كانوا يستلقون على الشاطئ وينظرون الى السماء منتظرين سفينة الفضاء الأمريكية أن تمر من فوقهم. أحد أصدقائي الذي سمع عن هذه الظاهرة انضم الى هؤلاء المراقبين على الشاطئ ولكنه أصيب بخيبة الأمل حين شاهد جسماً صغيراً يتحرك ببطء في السماء كحركة النجوم فقد كان يتوقع صحناً طائراً. أحد الأشخاص الآخرين الذين تحركوا بدافع النظرة المستقبلية للمحطة الفضائية اقترب من الشهرة وهو فاروق بولسارا. انتقل فاروق بعد الثورة من زنجيبار الى بريطانيا وأصبح نجم الروك فريدي ميركوري.
بعد عقود من انتهاء مشروع الزئبق استمر العمل الذي بدأه مبكراً رواد من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، مؤخراَ عاد هذا العمل بالربح على زنجبار من خلال هذه الصور المدهشة من الفضاء لجزر التوابل.
لمزيد من المعلومات عن مشروع الزئبق هنا = للأصدقاء عن مشروع الزئبق كتبها تورنس روير، 2005 ترجمة رامي أبو طويلة Ramiat@hotmail.com جميع الحقوق محفوظة
|