|
زنجيبار الفخمة
ينظر العديد من الناس الى القصور باحترام كشاهد على الإسراف في الماضي وكدليل على الإنفاق والتبذير وأساليب الحياة الفارهة للحكام على حساب المحكومين. وينظر آخرون لهذه القصور على أنها مخازن للهوية التاريخية للشعب ورموز لثقافة الأشخاص الذين بنوها، وبأن هذه القصور تستحق كل الاحترام والتبجيل. مهما كانت وجهة النظر فمن الواضح أنه خلال التاريخ وصلت مجموعة من الحضارات الى مرحلة من التطور أدت الى إيجاد هذه القصور ولم تستثنى من ذلك حضارة زنجيبار. قصر دونغا منزل آخر الملوك الشيرازيين، المويني ماكو "المالك العظيم". لقد عاش الملك لفترة قصيرة في هذا القصر الذي يقع في الجزء الداخلي من الجزيرة بينما كان السلاطين الجدد يبنون قصورهم بمحاذاة الشاطئ. مات هذا الملك في عام 1865. ابنه الوحيد كان مريضاً ولم يعش لفترة طويلة، بعد وفاة ابنه انقطع الخط وترك القصر للانهيار، بين عامي 1910 و 1914 كشفت مجموعة من الحفريات عن هياكل عظمية ومجموعة منحوتات من الطبول الخشبية الاحتفالية بين آثار القصر. مؤخرا تم إعادة ترميم العديد من الأسوار القديمة وتتم زيارته الآن كموقع تاريخي مع توفر الإرشاد السياحي مقابل رسوم بسيطة. قصر متوني هو القصر الأصلي لسيد سعيد إن القصور القديمة في زنجيبار كانت بالأساس مبانٍ رئاسية، لقد بنوا غرفاً كثيرة بشكل عشوائي حتى أنها في بعض الأحيان كانت تلتصق بالبيوت المجاورة. إن القصور العائلية كانت كبيرة جدا بحيث يمكنها أن تتسع لأكثر من 1000 شخص، لقد قصد المهندسون المعماريون أن يكونوا بسيطين ومباشرين في بناءها. وصف أحد الزوار قصر متوني بقوله: " باب المنزل الرئيسي يفتح على رواق المدخل ومن ثم يقود الجزء الرئيسي للمنزل والذي كان بمثابة غرفة الضيوف وهو مزين بمجموعة من المرايا الطويلة. الأجزاء المعيشية كانت في الجزء الأعلى من المنزل. أمام المنزل كان هناك برج دائري... الجزء العلوي من البرج كان يستخدم كمكان للجلوس وبلكونة مضلعة. قمة البرج كانت مسقوفة بشكل مخروطي كالخيمة تماماً". بيت الحكم بيت الحكومة مؤخراً بدأت الأماكن تصبح أكثر تخصصية، بعضها أصبحت مكاتباً أكثر منها بيوتاً. بيت الحكم مثال على هذه الأماكن. كان بين بيت السهل من جهة وبيت العجائب من الجهة الأخرى. هذه المباني الثلاثة كانت متصلة ببعضها البعض بممرات مرتفعة ومغطاة... مكتب جميل وملائم. تم تدمير القصر في الحرب عام 1896، اليوم تم استخدام الموقع لبناء حديقة وبيت صغير يخدم سلطة الحفظ والتطوير في المدينة الصخرية. بيت السهل قصر المدينة الرئاسي في الأصل كان القصر مجرد مبنى كبير مستطيل الشكل، في السبعينات من القرن التاسع عشر تم إضافة "الجناح السلطاني" المزخرف الى الجانب الغربي، سكن النساء هذا المبنى أكثر من الرجال ولهذا كان يشار إليه أحيانا "بالحريم". كان هذا المكان الوحيد الذي بنى فيه سيد برجاش الصهريج العظيم لحجز المياه التي يحتاجها العديد من سكان هذا المنزل. سيدة سلمى هي أميرة زنجيبار وقد قالت هذا القول عن الحياة في القصر: "هناك منظر باهر للبحر... الأبواب في الطابق العلوي الذي يحتوي على العديد من الغرف تفتح على ممر طويل وعريض وهو من العظمة بشكل لم أرى أي شيء مماثل له. السقف مرفوع على أعمدة ... وهذه الأعمدة موصولة ببعضها البعض بدرابزين عالٍ يتماشى مع الكراسي وأماكن الجلوس. العديد من الإضاءات الرائعة والملونة المعلقة من السقف والتي تعطي توهجاً في كل أنحاء البيت عندما يحل الظلام. يطل المعرض على الباحة الخلفية والتي غالباً ما تكون صاخبة ومليئة بالإزعاج. هناك صفان منفصلان من الأدراج الكبيرة يقودان من الباحة إلى الغرف في الطابق الأرضي. العديد من الناس يصعدون وينزلون هذه الأدراج باستمرار، هذه الجموع تكون كبيرة بحيث قد يستغرق منك دقائق للوصول حتى الى الدرج نفسه". في الواقع تم تدمير القصر في حرب عام 1896 ولكن الجدران الباقية منه في الجزء الشمالي تم إلحاقها الى قصر أعيد بناؤه والذي تم تعديله مرة أخرى في عام 1936.
هذا القصر المعدل أصبح من أكثر البيوت تواضعا على الميناء في جانب المدينة لسيد خليفة الذي حكم من عام 1911 الى عام 1960، خلال سنواته العديدة كان يسمى ببساطة "قصر السلطان". بعد ثورة عام 1964 استخدم هذا المبنى كمقر رئيسي للحكومة ولكن الآن تم تجديده وإعادة فتحه للزوار كمتحف جميل جداً والذي اصبح يسمى بمتحف القصر.
بيت الراس لسنوات عديدة كان ما تبقى من قصر بروتو هو ذلك الرواق الشمالي الضخم والمرفوع عالياً. لك أن تتخيل المناظر الرائعة للبحر من القصر والتي لا توجد بأي مكان آخر. "... بدأ بناء هذا القصر سيد سعيد في عام 1847، تم استئجار بنائين بيرسيون." على أي حال عند وفاته لم يكن المبنى قد انتهى بعد، لم يوافق خلفه على إكمال المبنى. الجدران التي تم تأجيل إكمال بنائها سقطت جميعها واستخدمت الآثار في إكمال مبنى السكة الحديدية لبوبوبو، الجسر الذي لا زال يمكن النظر إليه". قصر مارحوبي قصر رئاسي يقع شمال المدينة الصخرية كان هذا بيت سيد برجاش برك التبريد لا زالت تحتفظ بالماء مباني القبب التي تظهر أدناه هي حمامات البيرسيان التي بنيت خلف القصر
نوع آخر من القصور السائدة في زنجيبار كانت قصور الريف استخدمت هذه القصور للهرب من ضوضاء وصخب المدينة وكانت أيضاً تنشأ في مواقع يعتقد بأنه لها فوائد صحية. قصر كيبويني كان مثالاً رائعاً على هذا النوع بني في عام 1915 وكان يسمى هذا القصر أصلا ببيت القصر والسعادة (قصر السعادة) ولكن هذا الاسم تعرض للإهمال ويعرف الآن عالميا باسم القرية المجاورة له في شمال آثار بيت الراس. القصر كان قيد الاستخدام عند قيام الثورة، في الأسفل صورة نادرة لغرفة المدخل
قصر شوكواني هو قصر يقع بجانب قرية فومبا التي تبعد 15 كيلومتر عن جنوب المدينة الصخرية، يطل بواجهة منزلية متواضعة على الشاطئ عند الذهاب من جهة الأرض ولكن خلف هذا المنزل تستلقي قطعة ارض واسعة تجثم فوق جرفٍ عالٍ وبها العديد من ممرات المشي التي تدعوك الى الذهاب للبحر. هذا القصر كان يستخدم كنوع من المنتجعات الصحية حتى تدميره، بيت حمام القصر لا زال موجوداً ولكن لا يمكن زيارته. تم ضم القصر مع المنطقة كلها لأكثر السلاطين رقة وهو سيد علي بن حمود. (1902 – 1911).
بقي القليل من عبقرية قصر تشويني بني ليحافظ على جريان الماء قبل اختراع الكهرباء، وقد أنشئ على الشاطئ بالقرب من التيار شمالي غرب زنجيبار. "القصر الذي بني عام 1872 على يد سيد برجاش والذي يقف على أرض نهرية، تم إنشاء مؤسسة صناعية كبرى هناك بهدف الحفاظ على المبنى منخفضاً وبالتالي يتم الحفاظ على مستوى الماء في مستوى مقبول. ولتحقيق هذا التوجه تم إنشاء طريق بعيد ومحمول على أعمدة حديدية فوق الخليج المجاور، ومن الأسفل يأتي البحر من خلف الخليج. أُحرِق المبنى عام 1914 وبقي قليل من الاهتمام به باستثناء سلسلة طويلة من الحمامات حيث كان يسير تيار الماء باتجاه البحر."
بيت الأماني متحف نصب السلام التذكاري بني تحت الوصاية البريطانية على النمط المسمى بالسينكلاري السراسينيزمي، يظهر هذا البناء بشكل القصور المثالية لم تكن مستخدمة من قبل أبدا. وُهب الفندق بعد الحرب العالمية الأولى كتذكار لمن فقدوا في هذا النزاع. والآن يعمل كمتحف ويحوي العديد من الصناعات الزنجيبارية الهامة. قصر الشعوب مبنى الإقامة البريطانية سابقاً، ويبدو هذا المبنى كمثال آخر على الهندسة المعمارية البريطانية المسماة بالساراسينيزمية يقع القصر على الحافة الجنوبية للمدينة وهذا المبنى اليوم هو مقر الإقامة الرئاسية للدولة. بعض أهم العلامات المميزة والهامة تقع خلف المبنى والذي لا يمكن بزيارته حالياً.
هناك أماكن أخرى قديمة في زنجيبار والتي لم تصلنا قصصها. طلاب المستقبل سوف يبحثون عن أساطيرهم، بعض هذه المواقع تشمل: الحصن في تشاك تشاك على جزيرة بيمبا
الآثار في تشواكا و بوجيني كذلك على جزيرة بيمبا
الآثار المنتشرة في جزيرة تومباتو في الساحل الشمالي الغربي لاونجوجا. بغض النظر عن وظيفتها فإن هذه المباني قد بنيت لتعزيز مكانة مالكها الأصلي، وهذا ما يجعل المثل الزنجيباري هو الأكثر شهرة. بيت العجائب
لم يقدم بيت العجائب ظهوراً مميزاً في بدايته فقد ظهر صغيراً جداً بالمقارنة مع هذه الأيام.
على أي حال فإن الدمار الذي حل بالمبنى في حرب عام 1896 تطلب إصلاحات موسعة ومنذ تدمير برج الساعة الموجود في المنارة أمام القصر في الحرب فقد تقرر دمج عدة مشاريع والتعاون لبناء برج ساعة جديد ضمن عمليات ترميم القصر. والنتيجة كانت بصدق مبنىً مميزاً جدا يبلغ عمره الآن أكثر من 100 عام. قام بتنسيقها وترتيبها تورنس روير في 2003 ترجمة رامي أبو طويلة Ramiat@hotmail.com مهدى لذكرى أمي التي لم يتجاوز حبها لزنجيبار سوى حبها لعائلتها جميع الحقوق محفوظة |